ALMAF!A
Would you like to react to this message? Create an account in a few clicks or log in to continue.
ALMAF!A

WELCOME
 
HomeHome  البوابةالبوابة  Latest imagesLatest images  RegisterRegister  Log inLog in  

 

 ملف المستقبل 7

Go down 
AuthorMessage
the king
مشرف
مشرف



Male
Number of posts : 42
Registration date : 2007-10-10

ملف المستقبل 7 Empty
PostSubject: ملف المستقبل 7   ملف المستقبل 7 Icon_minitimeFri Nov 09, 2007 2:12 am

كانت المواجهة رهيبة بحق..
مواجهة "سلوى" لذلك العالم الغامض..

وخلف الصخور الفيروزية، اختفت من الكائنات الضخمة، وراحت تلهث في خوف وانفعال، وهي تغمغم:
- ماذا يحدث بالضبط؟!.. ما هذا المكان الرهيب؟

كانت تلك الكائنات هلامية زلقة، تقترب في بطء شديد، وتحاصر الصخور الفيروزية على نحو عجيب، وكأنها تعرف موضع "سلوى" بالتحديد، أو كأنه هناك شيء ما يجذبها إليها..

وبمنتهى الرعب، لهثت "سلوى" أكثر..
وأكثر..
وأكثر..

فالكائنات الضخمة كانت تحاصرها، وتتسلَّل إليها..
وتقترب..
وتقترب..

وفجأة، شعرت بشيء لزج، يمس عنقها من الخلف..
وبكل رعب الدنيا، أطلقت "سلوى" صرخة..
صرخة، بدت وكأنما ذابت وسط فراغ هائل، لا نهائي..

ومع صرختها، التفتت "سلوى" خلفها، وحدَّقت فيما لامس عنقها، قبل أن تهتف مذعورة:
- رباه!.. دكتور "صفوت"!!

كان الرجل يزحف أرضاً خلفها، وهو منهك إلى حد مخيف، وعدة بلورات زرقاء وأرجوانية تلتصق بجسده..

وفي تهالك، همس:
- انزعيها.. أرجوك.

قاومت "سلوى" اشمئزازها، واندفعت تنتزع تلك الأجسام من جيده، وتلقي بها أرضاً..
وكم سرى في جسدها من انفعالات وارتجافات..

فتلك الأشياء كانت تبدو حية، عندما تمسك بها، ولكن ما أن تنزعها عن جسده، وتلقيها أرضاً، حتى تسمع صوت بلورات صلبة ترتطم بالأرض..

وفوق جسده، كانت كلها تتلَّوى، وتبدو كما لو أنها تنبض في بطء، ولكنها على الأرض، كانت أشبه بقطع صلبة ميتة..

أما الرجل نفسه، فكان منهكاً إلى حد رهيب..

وفي انفعال غامر، سألته "سلوى":
- ماذا أصابك يا دكتور "صفوت"؟!

استلقى على ظهره، والتقط أنفاسه في صعوبة، وهو يشير إلى تلك البلورات، قائلاً:
- هكذا تعمل.. إنها تمتصّ حيويتي.

حدَّقت "سلوى" في البلورات الساكنة في رعب، ثم عادت تسأله في توتر بالغ شديد:
- ما هذا العالم بالضبط؟!.. ما الذي فعلته بنا تجربتك؟!

خُيِّل إليها أنه يبتسم، على الرغم من تهالكه، وهو يغمغم:
- لقد تجاوزت حدودها.

سألته:
- ماذا تعني؟!

سعل مرتين، وتمتم في خفوت:
- تجاوزت الحد الأقصى.

لم تفهم عبارته أو تستوعبها، فقالت في عصبية:
- إذن فأنت تعرف ماهية هذا العالم.

تمتم، وهو يوشك على فقدان الوعي:
- بالتأكيد.

أمسكت ذراعيه، وهزته في قوة؛ حتى لا يفقد وعيه، وهي تقول في عصبية زائدة:
- ما هو إذن؟!.. أخبرني.

قبل أن تنفرج شفتاه ليجيب، فوجئت بظل ضخم يغمرها، فاستدارت بحركة حادة، وانطلقت من حلقها شهقة قوية..

فمن بين الصخور الفيروزية، كان أحد تلك الكائنات الهلامية اللزجة الضخمة قد انزلق، وأصبح فوقها مباشرة، وانحنى ليلتهمها..
بلا رحمة..

* * *

"رباه!.."..

شهقت "نشوى" بالكلمة، وهى تحدِّق في الموضع، الذي كان يقف فيه والدها منذ لحظات..

نفس الموضع، الذي وثب نحوه "أكرم"..
والذي اختفى فيه كلاهما..
"نور"، و"أكرم"..

وبكل انفعالها ولوعتها، هتفت:
- ولكن لماذا؟!

أجابها زوجها "رمزي"، في توتر بالغ:
- إنه "أكرم"، وطبيعته الهمجية.. كلمات "نور" أثارت شجونه وانفعاله، ورفض أن يبقى هنا، ويترك صديقه يخاطر وحده، فلحق به، ليذهبا معا.

هتفت "نشوى":
- يا لها من حماقة!!.. ألا يدرك أن هذا يمكن أن يفسد كل شيء.. تأثير حزمة الأشعة على شخص واحد، قد يختلف تماماً عن تأثيرها على شخصين.

اتسعت عينا "رمزي"، وهو يقول:
- هل تعنين أنه من الممكن أن..

لم يستطع إتمام عبارته، فأكملتها هي في مرارة:
- أن تنقلهما حزمة الأشعة إلى عالم مختلف.. نعم.. هذا ممكن للغاية.

اتسعت عيناه أكثر، وهو يتمتم:
- رباه!

أسرعت إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بها، وهي تقول في انفعال:
- لابد وأن أدرس كل التفاصيل، قبل أن تتطوَّر الأمور أكثر.. لابد وأن نجد وسيلة لاستعادة الجميع.

هتف "رمزي":
- ولكن كيف؟!.. إننا نجهل حتى إلى أين ذهبا!

أجابته، وأصابعها تعمل على أزرار الكمبيوتر في سرعة:
- هذا ما ينبغي أن نعرفه، وإلا..

صمتت لحظة؛ لتزدرد لعابها في صعوبة، قبل أن تكمل:
- وإلا فقدناهم جميعاً.. إلى الأبد.

وجفّ حلق "رمزي"..
بشدة..

* * *

كانت الصدمة أعنف بكثير، مما توقَّع "نور"..

لقد رأى "أكرم" يندفع نحوه، وفهم ما يرمي إليه، فرفع يده محاولاً منعه، إلا أن أكرم "وثب"..
وانطلقت الأشعة..

وفجأة، شعر "نور" وكأن كيانه كله ينسحق..
وصرخ مخه..
صرخ..
وصرخ..

ثم انهار..
كل خلية في جسده انهارت دفعة واحدة..
وشعر وكأنه يرتطم بحاجز رخو ضخم..
وبعدها تدحرج..
وتدحرج..
وتدحرج..

وأظلمت الدنيا كلها تماماً..
وعلى الرغم من كل هذا، حاول "نور" أن يستوعب ما يحدث، وأن يخزنه في ذاكرته؛ حتى يمكنه الاستفادة منه فيما بعد..

ولكن هيهات..
التغيرات كانت عنيفة، سريعة، متباينة، على نحو يستحيل استيعابه أو تخزينه..

وبعدها كانت تلك اللحظات من فقدان الوعي..
أو أنها تبدو كذلك..

ثم فجأة أيضاً، عاد الضوء إلى عينيه، ورأسه، وعقله..
"أين نحن؟!.."..

كان صوت "أكرم" أوَّل ما سمعه، فاعتدل، وحدَّق فيه يرقد إلى جواره، فوق أرض عجيبة، أشبه بمعدن مسحوق، فاعتدل، وهو يقول في توتر:
- ماذا فعلت يا "أكرم"؟!

اعتدل "أكرم" بدوره، وهو يقول:
- لم يكن من الممكن أن أتركك تأتي وحدك.

هتف "نور":
- ولكن هذا قد يفسد كل شيء.

تلفَّت "أكرم" حوله في توتر، وسحب مسدسه، وهو ينهض، قائلاً في عصبية:
- يبدو أنه قد أفسد كل شيء بالفعل؛ فنحن في مكان عجيب للغاية.

قال "نور" في ضيق:
- لقد انتقلنا إلى عالم آخر، وربما يختلف عن ذلك الذي انتقلت إليه "سلوى".

تمتم "أكرم":
- هذا سابق لأوانه يا صديقي.

قال "نور" في حدة:
- ولكنه لا يمنع وصف ما فعلته بالحماقة.

صاح "أكرم" في غضب:
- فليكن.. أنا أحمق، ولكنني لن أسمح لك بالرحيل وحدك، لو تكرَّر الأمر ألف مرة، وحتى لو...

استوقفته نظرة عجيبة، تطلَّ من عيني "نور"، فالتفت بسرعة إلى حيث ينظر، ثم تراجع بحركة حادة، وعيناه تتسعان عن آخرهما..

فما رآه أمامه كان مذهلاً..
إلى أقصى حد.

* * *
Back to top Go down
 
ملف المستقبل 7
Back to top 
Page 1 of 1

Permissions in this forum:You cannot reply to topics in this forum
ALMAF!A :: المنتدى العام :: منتدى القصص و الروايات-
Jump to: