ALMAF!A
Would you like to react to this message? Create an account in a few clicks or log in to continue.
ALMAF!A

WELCOME
 
HomeHome  البوابةالبوابة  Latest imagesLatest images  RegisterRegister  Log inLog in  

 

 ادهم صابري 12

Go down 
AuthorMessage
the king
مشرف
مشرف



Male
Number of posts : 42
Registration date : 2007-10-10

ادهم صابري 12 Empty
PostSubject: ادهم صابري 12   ادهم صابري 12 Icon_minitimeFri Nov 09, 2007 2:01 am

فجأة ألقى "أدهم" الشاب ثقله إلى مؤخرة دراجته، ورفع عجلتها الأمامية بحركة بارعة، وواصل انطلاقته بها على عجلتها الخلفية فقط...

تلك المبادرة المباغتة أطاشت رصاصة القناص، التي عبرت بين ذراعه وجانبه، وواصلت طريقها، لترتطم بالزجاج الأمامي لسيارة الأمن الثانية، مما أثار هلع وذعر ركابها...

وقبل أن يفيقوا من انفعالهم وثب "أدهم" بدراجته على مقدمة سياراتهم، ومنها إلى سقفها، ثم إلى مؤخرتها، قبل أن يثب بها نحو السيارة التالية، ويواصل انطلاقه فوق السيارات، المتوقفة في صف طويل...

وبكل ثورته صرخ "ديمتري" هذه المرة في رجاله:
- ماذا أصابكم؟!... إنه مجرد صبي!!! هل تعجزون كلكم عن اللحاق بصبي واحد؟!

همهم مساعده في حنق:
ليس صبياً... إنه شيطان.

استدار إليه "ديمتري" في غضب:
لا وجود للشيطان.

احتقن وجه مساعده، وغمغم في سرعة وارتباك:
أعني أنه أشبه ما يصفون به الشيطان، في الكتب البدائية..

رمقه "ديمتري" بنظرة صارمة، وسيارتهم تنجرف خلف "أدهم" في سرعة كبيرة، إلى حي السفارات، الذي بلغه هذا الأخير، وأصبح ينطلق عبره بدراجته في سرعة كبيرة...

كانت السيارتان المتبقيتان تقتربان منه في سرعة، وهو يقود دراجته..
أسرع..
وأسرع..
وأسرع..

ولكن السيارات واصلت اقترابها بسرعة مخيفة...
ولوهلة، تصور "ديمتري" أن الأمر قد انحسم، وأن المطاردة المرهقة ستضع أوزارها حتماً، في هذا الحي الهادئ الخالي الذي يمتد لمسافة قصيرة للغاية... ولكن فجأة، انحرف "أدهم" بالدراجة، في حركة حادة، ليثب فوق الإفريز، وينطلق بها نحو فراغ ضيق للغاية، بين مبنيين...

وهنا وبمنتهى الغضب والسخط، صرخ "ديمتري" في ركاب السيارة الثانية عبر اللاسلكي:
ابقوا هنا، وسنلحق به عند الطرف الآخر.

كان مضطراً للدوران بسيارته حول المبنى كله، لبلوغ الطرف الآخر من ذلك الممر الضيق، مما أضاع نصف دقيقة كاملة..

وكانت ثلاثين ثانية ثمينة للغاية...
فعندما بلغت سيارته الطرف الآخر للممر، كانت دراجة "أدهم" ملقاة هناك، أما هو فلم يكن له أثر...
أدنى أثر..

وبكل ضيق الدنيا غادر "ديمتري" سيارته، وهو يحمل مسدسه وتلفت حوله في عصبية، وقبل أن يصرخ في ثورة:
ابحثوا عنه... حاصروا المنطقة كلها... فتشوا كل مبنى غير دبلوماسي.. افعلوا أي شيء... أريده بأي ثمن... هل تسمعون بأي ثمن.

عض شفته السفلى، حتى كاد يدميها، قبل أن يغمغم في حنق بلا حدود:
سنلتقي مرة أخرى أيها الصبي... أقسم لك إننا سنلتقي..

لم يدرِ لحظتها كم كانت عبارته صادقة...
لم يدرِ قط *

* * *

حدق السفير في وجه "صبري" في دهشة، وهو يقول مستنكراً:
أي قول هذا بالضبط؟!

أجابه "صبري" في حزم:
- القول العقلي والمنطقي يا سيادة السفير... "قدري" خامة ممتازة وموهبة لا يمكن التغاضي عنها، وإما أن نظفر نحن به،أو يظفر به غيرنا.

هتف السفير:
هذا لا يبرر ضمه إلى المخابرات.

هز "صبري" رأسه مجيباً:
على العكس.... موهبته ستساعد كثيراً، في تطوير القسم الفني، ووجوده بين صفوفنا سيمنحنا مزية كبيرة.

وصمت لحظة قبل أن يضيف:
ثم إننا بحاجة إليه الآن بالفعل.

انتفض السفير، وهو يسأله مستنكراً:
في حاجة إليه؟! كيف..؟!

أجابه في سرعة:
بعد مواجهة "أدهم" مع رجال الأمن هنا، على هذا النحو السافر، سيصبح خروجه من الاتحاد السوفيتي أمرا صعبا للغاية، إذ ستملأ صورته الطرقات والمحال العامة، والمطار بالتحديد، لذا فأول ما ينبغي أن نفعله، لإخراجه من هنا هو تبديل هيئته.

غمغم السفير في عصبية:
هذا ليس بالأمر السهل..

ابتسم "صبري" وقال:
يتصادف أن "أدهم" يتقن فن التنكر إلى حد مدهش، ويتصادف أيضاً أنني أحمل في حافظتي عدة صور له، في هيئات مختلفة.

مال السفير إلى الأمام، وهو يقول في عصبية:
هذا قد يساعدنا على استخراج جواز سفر جديد له، بهيئتة التي تتحدث عنها، ولكن ماذا عن تأشيرات دخول الاتحاد السوفيتي.

أشار "صبري" بيده قائلاً:
هنا يأتي دور "قدري".

فهم السفير ما يعنيه "صبري" فتراجع في عصبية، قبل أن يقول في شيء من الحدة:
ألا ترى أن هذا حديث سابق لأوانه؟!... أنسيت أن ابنك لم ينجح في المواجهة، ولم يعد بعد.

لم يكد ينطق عبارته، حتى انفتح باب حجرته، وظهر على عتبته "أدهم" وإلإرهاق محفور على ملامحه، وهو يغمغم:
معذرة يا أبي.. لقد أخطأت.

لأ أحد في الدنيا يمكن أن يشرح مشاعر "صبري" في تلك اللحظة، وهو يستدير في لهفة، وينظر إلى ابنه...

كانت مزيجاً مدهشاً، من الفرح، واللهفة، والارتياح، والسعادة، والفخر والإعجاب...

ومن أعمق أعماقه، تمنى لو يندفع وحده، ويحتويه بين ذراعيه، ويغمره بالقبلات، إلا أنه استنفر كل رجل المخابرات في أعماقه، ليتماسك بقوة، ويسيطر على مشاعره وصوته، وهو يسأله:
كيف كانت رحلتك الميدانية الأولى؟!

أجابه "أدهم" بزفرة طويلة، أعقبها قوله:
مرهقة..

نقل السفير بصره بينهما في دهشة، قبل أن يهتف بـ"أدهم":
كيف دخلت إلى هنا؟!

أجابه "أدهم" محاولاً تهدئته:
معذرة يا سيادة السفير، كان ينبغي أن أطرق الباب أولاً، و...

قاطعه السفير في حدة:
كيف دخلت السفارة؟!

أجابه في سرعة:
اطمئن... لم يشعر أحد بدخولي قط.

هتف السفير:
حتى رجال الأمن؟!

تردد "أدهم" لحظة قبل أن يجيب:
ليس ذنبهم.. لقد تدربت على هذا..

هب السفير من مقعده، واندفع خارجاً، وهو يهتف في حنق:
وهذا يعني أنهم يستحقون العقاب..

ابتسم "صبري" واقترب من ابنه، وربت على كتفه في فخر، وقد أدرك، في هذه اللحظة فقط، أن حلم عمره قد تحقق....
على أكمل وجه...

* * *

قضم "قدري" قضمة كبيرة، من الشطيرة الساخنة في يده، وهو يناول "أدهم" جواز سفر جديد، قائلاً:
تفضل يا صديقي كل شيء يبدو طبيعياً... أتعشم أن تنجح في خداع السوفيت.

ألقى "أدهم" نظرة على عمله المتقن، وقال:
أنا واثق من أنها ستفعل.

ربت "صبري" على كتف ابنه، وقال مبتسماً:
طائرتك ستقلع بعد ساعتين من الآن، وهذا يعني حتمية ذهابك إلى المطار فوراً.

أومأ "أدهم" برأسه إيجاباً، والتفت إلى "قدري" يصافحه، قائلاً:
أشكرك يا صديقي... أتمنى أن نلتقي مرة أخرى في المستقبل، لأعبر لك عن امتناني بما فعلت.

ابتسم "صبري"، وربت عليهما معاً، قائلاً:
اطمئن.. لو سارت الأمور كما أخطط لها، فستلتقيان كثيراً في المستقبل إن شاء الله...

كانت كلماته أشبه بنبوءة...
نبوءة تنهي الفصل الأول من أسطورة طويلة خالدة...
أسطورة ستحمل اسماً فريداً، وسط أساطير التاريخ..
اسم "رجل المستحيل".

* * *

* سينشر هذا العمل قريباً بإذن الله، تحت عنوان "العملية السوفيتية"

"تمت بحمد الله"
Back to top Go down
 
ادهم صابري 12
Back to top 
Page 1 of 1
 Similar topics
-
» ادهم صابري 6
» ادهم صابري 8
» ادهم صابري 5
» ادهم صابري
» ادهم صابري 2

Permissions in this forum:You cannot reply to topics in this forum
ALMAF!A :: المنتدى العام :: منتدى القصص و الروايات-
Jump to: